الحديث الخامس باب: من هدم جدارا عليه إعادته، والهدم ظلم بدون وجه حق وهو من أنواع الظلم

الحديث الخامس باب: من هدم جدارا عليه إعادته، والهدم ظلم بدون وجه حق وهو من أنواع الظلم

كانَ رَجُلٌ في بَنِي إسْرائِيلَ يُقالُ له جُرَيْجٌ يُصَلِّي، فَجاءَتْهُ ...

مقالات - 2021-04-11

الحديث الخامس باب: من هدم جدارا عليه إعادته، والهدم ظلم بدون وجه حق وهو من أنواع الظلم

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (كانَ رَجُلٌ في بَنِي إسْرائِيلَ يُقالُ له جُرَيْجٌ يُصَلِّي، فَجاءَتْهُ أُمُّهُ، فَدَعَتْهُ، فأبَى أنْ يُجِيبَها، فقالَ: أُجِيبُها أوْ أُصَلِّي، ثُمَّ أتَتْهُ فقالَتْ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِساتِ، وكانَ جُرَيْجٌ في صَوْمعتِهِ، فَقالتِ امْرَأَةٌ: لأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا، فَتَعَرَّضَتْ له، فَكَلَّمَتْهُ فأبَى، فأتَتْ راعِيًا، فأمْكَنَتْهُ مِن نَفْسِها، فَوَلَدَتْ غُلامًا فقالَتْ: هو مِن جُرَيْجٍ، فأتَوْهُ، وكَسَرُوا صَوْمعتَهُ، فأنْزَلُوهُ وسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وصَلَّى ثُمَّ أتَى الغُلامَ، فقالَ: مَن أبُوكَ يا غُلامُ؟ قالَ: الرَّاعِي، قالوا: نَبْنِي صَوْمعتَكَ مِن ذَهَبٍ، قالَ: لا، إلا مِن طِينٍ). 
تخريج الحديث
أخرجه البخاري كتاب المظالم والغصب باب إذا هدم حائطاً فليبن مثله برقم 2482، وأخرجه مسلم 6394 كتاب البر والصلة والآداب باب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها وهي أتم من رواية البخاري، كما أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله "واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها" مريم 16 برقم 3436 وأوله (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي...) وذكر الحديث مع اختلاف بعض الكلمات. 
معاني المفردات
المهد: سن الطفولة الأول.
الصومعة: مكان للعبادة.
المومسات: البغايا والزانيات وقيل: المُجاهرات بذلك. 
المعنى الإجمالي
في هذا الحديث بيان أن من اعتدى على أملاك الغير فهو ظالم، ويجب عليه إعادة كل شيء إلى أصله سواء كان ذلك في مبنى أو سيارة أو جدار أو زرع أو ثياب أو غير ذلك، لأن الاعتداء على أملاك الغير ظلم، والظلم بكل أشكاله وأنواعه لابد أن يزال مادياً كان أو معنوياً بالاعتذار ورد الاعتبار للمظلوم، والإمام البخاري فقيه محدث ومحدث فقيه، لذا ربما أورد الحديث في مكان تام وفي مكان آخر أورد موضع الشاهد، وفي روايته في كتاب أحاديث الأنبياء، لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، وأوردهم وهم عيسي بن مريم عليه السلام، وما ورد هنا من غلام جريج العابد، وقصة سترد في موضع آخر وهو طفل كان يرضع من أمه، ولعل سؤالا يرد كيف هذا الحصر، وهناك طفل تكلم مع أمه في قصة أصحاب الأخدود، وكذلك ابن ماشطة بنت فرعون، والجواب على ذلك، أن هؤلاء كانوا أطفالاً ولكن لم يكونوا في المهد، فالطفل في المهد يعني في أيامه الأوائل بعد الولادة، وأما ما ورد عن شاهد يوسف عليه السلام فالحديث ضعيف، وأما الحكاية أن يحيى بن زكريا عليهما السلام فلا أصل له. 
الأمر جلل خطير، رجل عابد تفرغ للعبادة على ما كان في الأديان السابقة، أعني الرهبانية التي لم تقرها الشريعة الإسلامية، واستبدلته بالاعتكاف وما هو قريب منه، هذا الرجل يُصدم بفتاة سوء تتهمه بأنه والد من أنجبت من الزنى، والناس تسارع التصديق دون روية أو تأنٍّ فيهدمون صومعته، فماذا يفعل هذا العابد،  ليس إلا اللجوء إلى الله، والصلاة الصلة بين العبد وربه، والله لا يضيّع أولياءه، فجاءت رحمات الله بأن تكلم من في المهد وقال الحقيقة أن أباه الراعي، ويعود الانفعال مرة أخرى نبني لك الصومعة من ذهب، ولكن الثابت على الحق لا يريدها إلا من طين كما كانت. 
نسأل الله أن يكفينا شر التهم الباطلة وأن يستر عيوبنا ويغفر ذنوبنا.  
وكعادتنا في هذا الكتاب نورد ما يستفاد منه سواء ما يخص موضوع الكتاب وهو الظلم أو غيره حتى تحدث الاستفادة بما ورد في الحديث دون شرح أو تفصيل على أن نبدأ بما يخص موضوع الكتاب. 

ما يستفاد من الحديث
1.    الترهيب من الظلم. 
2.    التسرع في التهم يورث الندم.
3.    وجوب إعادة ما أفسده الظالم إلى أصله.
4.    الله جل جلاله يدافع عن الذين آمنوا.
5.    إجابة الله جل جلاله لدعوة المضطر.
6.    ليس أحد بعيدا عن التهمة بالباطل.
7.    إذا تعارضت الأمور بدئ بالأهم.
8.    إجابة الوالدين أهم من النافلة.
9.    إثبات الكرامة للأولياء.
10.    لم يشرع الإسلام الرهبانية بل حض على الزواج.
11.    حض الإسلام على الاعتكاف لمدة معينة.
12.    حاجة الإنسان لخلوة لمدة يراجع فيها نفسه، قال ابن عطاء الله: ما نفع القلبَ شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة.
13.    المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. 
14.    فضل طاعة الوالدين.
15.    جواز اتخاذ مكان للعبادة في المنازل.
16.    عداوة الشيطان. 
17.    غضب الأم على ولدها آثاره شديدة.
18.    جواز التفكير في الصلاة النافلة في أمر مشروع.
19.    التقوى تعصم صاحبها.
20.    حرمة بناء المساجد من ذهب أو فضة.
21.    قد يحدث للوالدين ما يرفع الشفقة من صدورهم مؤقتاً.
22.    أهل الرذيلة يحاولون تشويه أهل الحق.
23.    كيد النساء عظيم.
24.    النهي عن الدعاء على أنفسنا أو أولادنا.
25.    فضل العلم بتقديم الواجب على النافلة.
26.    أهمية القصص في العملية التعليمية.
27.    أهمية الصلاة في حياة المسلم.
28.    الوضوء كان في الأمم السابقة لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم تميزت بأنهم يأتون غرلاً محجلين.
29.    كرامة الأولياء قد تقع باختيارهم وطلبهم.
30.    قد تجري الشدائد حيناً على الأولياء.
31.    قد ينادَى ابن الزنى من أبوك مع الخلاف في النسب أثبته المالكية والحنفية، ونفاه الشافعية والرأي الأول أرجح.
32.    إذا كان في مخالطة الناس ضرر أشد جازت العزلة.
33.    كل ذي نعمة محسود.
34.    جواز الأخذ بالأشد لمن علم في نفسه قوة.
35.    مشروعية الدفاع عن النفس.
36.    المفزع إلى الله جل جلاله بالصلاة.
37.    عدم الاغترار بالمظاهر. 
38.    فضل الزهد.
39.    دعاء الوالدين مستجاب.
40.    على المسلم أن يحتاط لنفسه.
وهناك معان كثيرة الله جل جلاله أعلم بها. 


  • شارك هذا الموضوع:
  • كلمات دلالية:
  • الأربعون الشريفية في الظلم
  • الشيخ عبد الخالق الشريف
  • الظلم

التعليقات