الحديث السادس باب: من الظلم أن يكون في الطرق ما يؤذي الناس وعظم أجر من رفع ما يؤذي الناس في طرقهم

الحديث السادس باب: من الظلم أن يكون في الطرق ما يؤذي الناس وعظم أجر من رفع ما يؤذي الناس في طرقهم

بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ، فأخَذَهُ، ...

مقالات - 2021-04-18

الحديث السادس باب: من الظلم أن يكون في الطرق ما يؤذي الناس وعظم أجر من رفع ما يؤذي الناس في طرقهم

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ، فأخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له).
تخريج الحديث
أخرجه البخاري في كتاب المظالم والغصب باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به برقم 2472، وقد أخرج البخاري في ذات الكتاب باب إماطة الأذى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم (يميط الأذى عن الطريق صدقة)، وقد أخرج الإمام مسلم الحديث ومعه طرقه في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل إزالة الأذى عن الطريق برقم 6552 وما بعدها وهي: 
6552 (قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ). 
6553 (مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَال وَاللَّهِ لأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ). 
6554 (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَة قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ).
6555 (إِنَّ شَجَرَةً كَانَتْ تُؤْذِي الْمُسْلِمِينَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَطَعَهَا فَدَخَلَ الْجَنَّةَ). 
6556 عن أبي برزة قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئاً أنتفع به، قال النبي صلى الله عليه وسلم (اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ).
كما هناك أحاديث كثيرة في هذا الباب منها، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ)(1).
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عُرِضَتْ علي أعْمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِها الأذى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ، ووَجَدْتُ في مَساوِي أعْمالِها النُّخاعَةَ تَكُونُ في المَسْجِدِ، لا تُدْفَنُ)(2). 
معاني المفردات
الطريق: الذي يسير فيه الناس والدواب ووسائل المواصلات.
غصن شوك: وهو يؤذي المارة، والمراد سواء هو أو حجر أو مسمار أو حديد وعموماً كل ما فيه أذى مثل حفرة أو غير ذلك. 
المعني الإجمالي 
إن إيراد الإمام البخاري هذا الحديث في كتاب المظالم لهو فقه دقيق، فإن الغصن أو الحفرة أو أنواع الحديد أو المسمار أو غير ذلك، وتركه في الطريق يؤذي الناس بين ضرير لا يبصر، أو كبير يقع ويؤذي كثيرا، أو إعاقة لسير الناس أو إفساد لسياراتهم وما يستعملون من وسائل للمواصلات، لذا بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأجر العظيم لمن رفع الأذى عن طريق المسلمين، إنه يرتع في الجنة، وشكر الله له، وغفر له. 
وفي هذا الحديث بيان لنوع من أنواع الظلم يغفل الناس عنه.
ما يستفاد من الحديث
1.    أن الظلم أنواع كثيرة.
2.    أن إيذاء الناس في طريقهم من الظلم.
3.    أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان.
4.    العمل قد يكون ظاهره قليل لكنه عند الله جل جلاله عظيم.
5.    اهتمام الإسلام بسلامة طرق المسلمين.
6.    العمل قد يكون سبباً لشكر الله جل جلاله.
7.    العمل قد يكون سبباً لمغفرة الله جل جلاله.
8.    الفعل المتعدي النفع أجره كبير.
9.    جزاء الله جل جلاله وفضله أكبر بكثير من فعل العبد.
10.    الطرق إلى الجنة كثيرة.
11.    إماطة الأذى عن الطريق صدقة.
12.    نعمة البصر عظيمة.
13.    مقدار ذنب وسوء فعل من آذى المسلمين في طريقهم.
14.    شمول الإسلام وتمام الشريعة وكمالها.
15.    اهتمام الإسلام بالنظافة.
16.    أهمية تربية المسلمين على عدم الأنانية.
17.    هذا الحديث يكشف عن نفس غير متكبرة. 
18.    في هذا الحديث دعوة إلى الإيجابية.
19.    الشوك يؤذي الناس.
20.    الله جل جلاله ذو فضل على الناس.
21.    لم يذكر الحديث اسم الرجل؛ لأنه لا نفع من ذلك.
22.    أهمية تربية القلب الرقيق.
23.    من تعلق بالرجاء من الله فإن الله جل جلاله لا يضيعه.
24.    الإسلام يهتم بجميع شئون الحياة.
25.    حض الإسلام على إيجاد مجتمع سليم متعاون.
26.    الله جل جلاله لا يضيع من الأعمال شيئا، ولو كان مثقال ذرة.
27.    في الحديث إشارة إلى الحث على فعل الخيرات والإكثار منها.
-----------

(1) روى البخاري "بضع وستون شعبة" كتاب الإيمان باب أمور الإيمان (1 / 66) برقم 9، والمروي لفظ مسلم كتاب الإيمان باب عدد شعب الإيمان برقم 35.
(2) رواه مسلم برقم 553 في المساجد ومواضع الصلاة باب النهي عن البصاق في المسجد.
 


  • شارك هذا الموضوع:
  • كلمات دلالية:
  • الأربعون الشريفية في الظلم
  • الشيخ عبد الخالق الشريف
  • الظلم

التعليقات