الحديث التاسع باب: المفلس

الحديث التاسع باب: المفلس

المُفلِسُ مِن أمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاتِه وصيامِه وزكاتِه ...

مقالات - 2021-05-09

الحديث التاسع باب: المفلس

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون مَن المُفلِسُ؟ قالوا: المُفلِسُ فينا يا رسولَ اللهِ مَن لا درهمَ له ولا متاعَ له، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (المُفلِسُ مِن أمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاتِه وصيامِه وزكاتِه وقد شتَم هذا، وأكَل مالَ هذا، وسفَك دمَ هذا، وضرَب هذا فيقعُدُ فيُعطى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه، فإنْ فنِيَتْ حسناتُه قبْلَ أنْ يُعطيَ ما عليه، أُخِذ مِن خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النّارِ).
تخريج الحديث
 أخرجه الإمام مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم برقم 6462.
المعنى الإجمالي
الشكل التوضيحي بالصفحة التالية ثلاثة أشكال
إننا أمام ثلاث حالات لميزان الإنسان يوم القيامة.

المعني الإجمالي
في هذا الحديث استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم الوسائل التعليمية المتاحة، ومن ذلك أنه سألهم عما هو معلوم عندهم فيجيبون بما يعرفون، فيلفت انتباههم إلى معنى غريب لطيف لم ينتبهوا إليه من قبل، مثل هذا الحديث، لكن بين المعنيين رابط مشترك.
لقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن المفلس؟ فكانت الإجابة المعهودة عندهم من لا درهم له ولا متاع، هذا هو المعلوم في هذه الحياة الدنيا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم، أخبرهم بالمفلس الحقيقي، الذي يكون مفلسا يوم القيامة.
هذا المفلس. 
1ـ أتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة إذن لم يكن بعيداً عن عبادة الله جل جلاله، ولا مهملاً لها، أو مضيعاً، وحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم إنه أتى بهذه العبادات، فهو قد أداها في الدنيا صحيحة بل ربما مقبولة لأنها تحولت إلى حسنات، وإلا لم يكن لها اعتبار، ومما لا شك فيه أن بجوارها أعمالا صالحة لكنه أتى معها بحقوق العباد من شتم، وقذف، وأكل مال، وسفك دم، وضرب،..، وليس ذكر ذلك للحصر، إنما هي أمثلة لحقوق العباد. 

مراحل القصاص
1-    كما هو واضح في الشكل الأول أخذ من حسناته لهم، ولكن بقي له حسنات كثيرة.
2-    وفي الشكل الثاني تساوت الحسنات مع الحقوق التي عليه. 
3-    أما الشكل الثالث فقد سلبت حسناته لهم، ولكنها لم تسدد ما عليه، فأُخذ من سيئاتهم إلى سيئاته ثم طرح في النار. 
وقد ورد في حديث ابن مسعود (ترفع للرجل صحيفة يوم القيامة، حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة، ويزاد عليه من سيئاتهم)( ). 
وفي حديث الباب وحديث ابن مسعود ملاحظتان. 
الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المفلس من أمتي، إذن هو من أمة الهداية، والذي يؤكد ذلك أنه أتى بصلاة وصيام وزكاة. 
الثانية: في حديث ابن مسعود (فما تزال مظالم ابن آدم، لم يحدد دينا أو قبيلة أو لونا، ويؤكد ذلك ما ورد في حديث الباب شتم هذا، ضرب هذا...) 
وفي الحديث عن عبدالله بن أنيس قال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: يَحشُرُ اللهُ العبادَ يومَ القيامةِ أو قال النّاسَ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرْلا بُهْمًا قال: قُلْنا وما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شيءٌ ثُمَّ يُنادِيهم بصوتٍ يسمَعُه مَن بَعُد كما يسمَعُه مَن قَرُب أنا الدَّيّانُ أنا المَلِكُ لا ينبَغي لأحدٍ من أهل النّارِ أن يدخُلَ النّارَ وله عند أحدٍ من أهل الجنَّةِ حقٌّ حتّى أقُصَّه منه، ولا ينبَغي لأحدٍ من أهل الجنَّةِ أن يدخُلَ الجنَّةَ ولأحدٍ من أهل النّارِ عنده حقٌّ حتّى أقُصَّه منه حتّى اللَّطمةَ قال: قُلْنا: كيف؟ وإنَّما نأتي عُراةً غُرْلا بُهْمًا؟ قال: الحسناتُ والسَّيِّئاتُ( ). 
وقد أورد الحديث أهم أنواع الظلم. 
باللسان: في شخص الإنسان (الشتم). 
 فيما يمس العرض (القذف).
المال: أكل مال هذا.
الدماء: سفك دم هذا.
الجسد: ضرب هذا، حتى اللطمة. 
قال تعالي (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [غافر:17].
ما يستفاد من الحديث
1-    استخدام الرسول لأساليب تربوية وتعليمية ومنها السؤال للتنبيه.
2-    طرح الرسول لمفاهيم جديدة لكلمات يعرفونها.
3-    إجابة الصحابة بما يعرفون.
4-    يوم القيامة لا درهم ولا دينار إنما الحسنات والسيئات.
5-    أسلوب الشرح الميسر.
6-    شمول الإسلام.
7-    العبادات قد يضيع أجرها بسبب ظلمات الغير.
8-    الأفعال السيئة قد تغلب الأفعال الحسنة.
9-    الدين عبادة ومعاملة.
10-    سيحاسب المسلم على كل شيء حتى اللطمة.
11-    خطورة السيئات في أكل أموال الناس.
12-    خطورة السيئات في الدماء.
13-    خطورة السيئات في القذف.
14-    خطورة السيئات في الضرب.
15-    خطورة السيئات في الشتم.
16-    شدة الكره التي يعيشها الظالم.
17-    يغفل الظالم عن أفعاله وهي عند الله مسجلة.
----------

 


  • شارك هذا الموضوع:
  • كلمات دلالية:
  • الأربعون الشريفية في الظلم
  • الشيخ عبد الخالق الشريف
  • الظلم

التعليقات