يحرص وقف الشريف في إسطنبول بالجمهورية التركية – على إبراز الوجه الحقيقي للإسلام الوسطي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتزاماً بما قاله صلى الله عليه وسلم: " إنّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمسّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلّوا بَعْدِي" رواه الترمذي، وتفاؤلاً بأن المستقبل للإسلام رغم ما يلاقيه في هذا الزمان من معوقات وصعوبات وصد عن سبيل الله، ويقيناً بأن كل ما يقوم به أعداء الدين هو إلى زوال وسينتصر دين الله العلي العظيم، كما قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدّوا عَن سَبِيلِ الله فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمّ يُغْلَبُونَ وَالّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال: 36، وكما بشرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ لَيُتِمّنّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتّى يَسِيرَ الرّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلّا اللهَ وَالذّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ "رواه البخاري.

وإسهاماً من وقف الشريف في الارتقاء بشباب الأمة الإسلامية والنهوض بها، تم بحمد الله إقامة دورة لمجموعة من شباب معهد الفجر القرآني بمدينة ملبورن في استراليا، خلال الفترة من 12 ديسمبر 2021م إلى 11 يناير 2022م، في وقف الشريف بمنطقة أسنلر في إسطنبول.

وقد استقبل فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف – رئيس وقف الشريف – فضيلة الشيخ عبد الله الحواري – مدير معهد الفجر القرآني، والمشرف المسؤول عن هذه الدورة، حيث تم الاتفاق على عقد دورة في العلوم الشرعية، مساهمة من وقف الشريف في إمداد المشاركين الفضلاء بالعلوم الشرعية التي يحتاجونها؛ لتمكنهم من ممارسة دورهم الدعوي في المجتمع الأسترالي.
خاصة وأن مهمتهم ليست الدعوة والإرشاد للمسلمين فقط، بل لهم دور آخر مع الراغبين في دخول الإسلام، وكذلك العناية بالمسلمين الجدد والعمل على ترسيخ أقدامهم وتثبيتهم على الطريق إلى الله؛ ليسعدوا جميعاً بالطاعات في الدنيا ويفوزوا بالجنة في الآخرة.   

عدد المشاركين في الدورة:
16 مشاركاً.

مدة الدورة:
خلال الفترة من 12 ديسمبر 2021م إلى 11 يناير 2022م.

المحاضرات العلمية:
بعد افتتاح الدورة، بدأت بالمحاضرات حسب المحاضرين كما يلي:
• القرآن الكريم – تلاوة وتجويد: فضيلة الشيخ ربيع أبو عيد.
• الحديث النبوي: فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف.
• أصول التفسير: د. توفيق زبادي.
• علوم القرآن: د. توفيق زبادي.
• الخطابة وفن الإلقاء: أ.د. إسماعيل علي.
• منهجية الرد على الشبهات: أ.د. إسماعيل علي.
• فقه النوازل: أ.د. محمد أيمن الجمال.
• اللغة العربية: أ. عابد العناني.
• قراءة وإجازة الأربعين النووية: الشيخ أحمد الشنقيطي.

مشاركات الضيوف الأتراك:
• د. خليل إبراهيم قوتلاي – أستاذ الحديث النبوي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في إسطنبول.
قدم محاضرة بعنوان: "المواصفات المطلوبة لطالب العلم الشرعي".
• د. محمد بشير أرصوي – رئيس وقف مدنيات.
قدم محاضرة بعنوان: " تركيا بين الحاضر والماضي".


الإجازات العلمية مع السند:
امتازت هذه الدورة بمنح المشاركين فيها: 
• شهادة اجتياز الدورة التجويدية لدقائق علم التجويد (المرحلة الأولى)، من فضيلة الشيخ ربيع أبو عيد.
• إجازة الأربعين النووية، مع السند، من فضيلة الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي.


البرنامج التربوي:
عاش المشاركون في الدورة برنامجاً تربوياً على المستويين الفردي والجماعي، وهو يهدف إلى الارتقاء بالمشارك من الناحية الروحية لتقوية العلاقة بينه وبين ربه عز وجل؛ من خلال الورد القرآني، وقيام الليل، والخواطر الإيمانية، وأذكار الصباح والمساء، كما تم توزيع جدول المحاسبة اليومي على جميع المشاركين، وغير ذلك من الممارسات السلوكيات والأخلاقيات التي يجب أن يحرص عليها الداعية لنفسه، ومن ثم يعلمها للآخرين. 

البرنامج الترفيهي:
الرحلة إلى مدينة أورفا (لمدة ثلاثة أيام) 
انطلاقا من دعوة الإسلام للترويح عن النفس فقد حرص وقف الشريف للعلوم الإسلامية على أن يضيف إلى برامجه العلمية برامج ترفيهية وجولات سياحية؛ للتعرف على آثار تركيا الإسلامية ومنها المساجد الأثرية، مثل: مسجد أيا صوفيا، ومسجد الفاتح، ومسجد السليمانية، ومسجد يافوث سليم، وجامع تشاملجا.
أما الزيارات السياحية، فشملت عدداً من المعالم والمتاحف، مثل: مينيا ترك، وتوب كابي سراي، ودولما بهشه سراي، وجبل كار تبه، ومدينة بورصا.
ومن جهة أخرى، ومن باب الحرص على تبادل الخبرات والتعاون المثمر مع الجهات والمؤسسات الفاعلة في مجال العمل الإسلامي بتركيا، وتقوية أواصر التواصل العلمي الشرعي والأكاديمي مع هذه الجهات؛ فقد تم التنسيق مع فضيلة الشيخ صالح تورغت، رئيس الوقف والمسؤول عن مدرسة الصفة بمدينة أورفا؛ حيث تم الترتيب لزيارته والاطلاع على المدرسة وكذلك أهم المشاريع التابعة لوقفه؛ للتعرف على المزيد والجديد من أنشطتهم وفاعلياتهم، حيث تم التعرف على الهيئة التدريسية، ونماذج من الطلاب الدارسين في الوقف، والاطلاع على المناهج العلمية التي يتم تدريسها هناك.
ولم يكتف المشاركون بمتعة التعرف والتجول في مدينة أورفا ذات القيمة التاريخية الكبرى، والتي تعرف في تركيا بمدينة الأنبياء، بل كان للتغذية الروحية والارتقاء الفكري نصيب، فكان من ضمن فقرات الزيارة، لقاء طيب مبارك، مع فضيلة الشيخ صالح تورغت، حيث استمتع الشباب المشاركون بالاستماع إلى محاضرة من فضيلته بعنوان: "الدعوة إلى الله في الغرب"، مبيناً دعائمها، وأهم ما تتعرض له من صعوبات وتحديات، وما تحتاجه من دعاة واعين لفقه المرحلة ومتطلباتها، وقد تركت أثراً طيباً في نفوس المستمعين.
وفي مدينة أزميت، تمت زيارة فضيلة الشيخ شوقي يلمظ، وقد ورحب بهم واستقبلهم بحفاوة، وألقى خاطرة عن دور تركيا في العالم الإسلامي وضرورة وحدة المسلمين خاصة في هذه المرحلة. 
كما شملت الزيارة – التي استمرت ثلاثة أيام – جولة في مدينة غازي عنتاب أيضاً، والتعرف على أهم معالمها.

حفل الختام:
اختتمت الدورة بحفل متميز تبادل فيه فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف مع الشيخ عبد الله الحواري الدروع التذكارية، كما قام فضيلة الشيخ عبد الخالق بتوزيع شهادات الحضور على المشاركين، 
ثم قام فضيلة الشيخ ربيع أبو عيد بتوزيع شهادة اجتياز الدورة التجويدية لدقائق علم التجويد (المرحلة الأولى) على المشاركين، وسلمهم الشيخ الشنقيطي إجازة الأربعين النووية.

ومن اللفتات الطيبة أن قام الشيخ الحواري، بتوزيع الهدايا التذكارية على الأساتذة الذين شاركوا في إلقاء المحاضرات العلمية، كما تم تسليم شهادات الشكر لجميع موظفي الوقف والعاملين فيه تقديرا لجهودهم أثناء الدورة.

ألبوم الصور

لمشاهدة باقي ألبوم الصور.. إضغط على الصورة